بيت لحم- معا- انتقد حزب التحرير ما وصفه بالتوافق الوطني على قبول حل الدولتين لدى التنظيمات الفلسطينية، معتبرا أن تلك التنظيمات تغازل الأنظمة العربية وتنسج العلاقات الدولية على هذا الأساس.
وقال عضو المكتب الدكتور ماهر الجعبري، في تصريح وصل "معا" نسخة عنه إن التنظيمات الفلسطينية "تتوافق مع دولة الممانعة في سوريا، التي حددت خط الرابع من حزيران كأساس للمفاوضات غير المباشرة ومن ثم المباشرة، حسب النقاط التي حددتها للعراب التركي منذ سنوات"، حسب تعبيره.
وانتقد الجعبري قبول خط الرابع من حزيران كحدود للدولة الفلسطينية، وهو ما اعتبره "تحويلا لتاريخ النكسة واحتلال القدس وبقية فلسطين على أيدي عصابات يهودية إلى معلم من معالم الطرح الوطني لهذه التنظيمات".
وأضاف: "إن ما طرحته قيادة حماس في لقاء القاهرة من إعطاء الرئيس الفلسطيني فرصة لمدة سنة للسير في نهج المفاوضات يمثل في المعنى السياسي التوكيل لقيادة منظمة التحرير الفلسطينية للسير في هذا النهج"، وخصوصا بعد تأكيد المكتب السياسي لحركة حماس قبل يومين على تصريحاتهم في القاهرة.
وقال الجعبري، "إن ما حصل في القاهرة هو اتفاق أو توافق سياسي سمي مصالحة"، معتبرا أن "هنالك فرقا بين المصالحة لحقن الدماء وبين الاتفاق السياسي".
واعتبر ذلك التقاءً للخطين على قبول نهج المفاوضات، والذي يمثل حسب رأيه "كبيرة سياسية تضاف إلى سجل الكبائر التي مارستها وانتهكتها التنظيمات الفلسطينية بحق القضية الفلسطينية عندما انتزعتها من حضن الأمة واحتكرت حق الحديث والعمل فيما يخدم هذه القضية تحت منطق حق تقرير المصير".
وفيما دعا إلى التوافق على الكفاح، أكّد الجعبري رفض حزب التحرير القاطع للعقلية التي سيطرت على التنظيمات الفلسطينية المستندة إلى ما أسماه "منطق سايكس بيكو وتجزئة قضايا الأمة".
ودعا كافة "الواعين والنخب" في هذه التنظيمات إلى ممارسة المحاسبة السياسية تجاه تنظيماتهم وقياداتهم، من اجل أن تعاد الأمور إلى نصابها.