جنين- معا- في لقاء حميم وبالأحضان والترحيب الحار، عقدت القوى الوطنية والاسلامية في محافظة جنين وعلى رأسها حركتا فتح وحماس وكتلتاهما البرلمانيتان في مقر حركة فتح في جنين لقاء اوليا تحت شعار "وحدتنا قوتنا واننا ماضون على عهد الشهداء لتحرير فلسطين" كبادرة للقاءات اخرى واجتماعات عديدة لوضع جدول اعمال مفتوح والبدء بخطوات فعلية على ارض الواقع لإعادة وحدة الوطن.
وتناول اللقاء العديد من القضايا، حيث اكد المجتمعون على ضرورة انهاء الانقسام واعادة اللحمة الوطنية وتدارس المرحلة الحالية للنهوض بالشعب الفلسطيني لطي الصفحة السوداء التي عانى منها الشعب وقضيته الوطنية، واشاعة الثقة بين التنظيمات الفلسطينية واطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين وصد أي هجمة اعلامية محرضة والاتفاق على المسلمات الجذرية التي تدعم الوحدة الوطنية والمضي معا على عهد الشهداء لاقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.
عطا ابو رميلة امين سر حركة فتح اقليم جنين افتتح اللقاء ورحب بالحضور وأكد على ضرورة طي صفحة الانقسام السوداء في تاريخ الشعب الفلسطيني، مشيرا الى ان جنين تستعد لاحياء ذكرى معركة مخيم جنين، داعيا الى جعل هذه المناسبة فرصة لاستعادة اللحمة التي كانت في تلك الايام، وأكد على ضرورة العمل على أن تكون محافظة جنين نموذجا لباقي محافظات الوطن سباقة في انهاء الانقسام واعادة الوحدة الوطنية.
واشاد بكل المبادرات التي طرحت لانهاء الانقسام وفي مقدمتها مبادرة الرئيس محمود عباس بزيارة غزة ومبادرة اسماعيل هنية الداعية لاستقبال الرئيس على ارض غزة.
بينما ثمن خالد الحاج احد قيادات حماس دعوة حركة فتح وباقي الفصائل هذا اللقاء الوطني الشامل لتدارس المرحلة الحالية والنهوض بالشعب الفلسطيني، وأشاد بدعوة اسماعل هنية للرئيس محمود عباس لزيارة غزة، مشيرا الى ان الحركة تقوم بالترتيبات اللازمة لاستقبال الرئيس على ارض غزة.
وشدد الحاج على الموقف الداعم لخيارات الشراكة والمصالحة، مؤكدا ان جنين على مدار سنوات النضال كانت وما زالت رافعه للمشروع الوطني وللمقاومة والجهاد وستكون رافعة في انهاء الانقسام لتعم ارجاء الوطن.
وأضاف ان معركة مخيم جنين عام 2002 كانت خير مثال على وحدة التنظيمات الفلسطينية كافة في مواجهة "العدو" الاسرائيلي، مثمنا جهود الشباب الذين رفعوا راية "لا للانقسام".
بينما تحدث القيادي في حركة الجهاد الاسلامي طارق قعدان عن الاثار السلبية والضرر الذي لحق بالقضية الوطنية وبابناء الشعب الفلسطيني خلال سنوات الانقسام والقطيعة مثمنا اللقاء الجاري في محافظة جنين.
وقال قعدان: "ان انهاء القطيعة والانقسام لا يكون عبر قرارات فقط بل بحاجة الى ارادة وعزيمة لتهيئة مدخل طبيعي لانهاء الانقسام الذي يحتاج الى اجراءات تتثمل باطلاق الحريات وابداء الثقة بين الفصائل واطلاق سراح المعتقلين السياسيين واعادة الاعتبار للتنظيمات الفلسطينية التي قادت النضال عبر سنوات طويلة دون الرجوع الى منطق المحاصصة والمربع الاول الذي يؤجج الانقسام مرة اخرى".
بينما قال القيادي في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وليد البداد: علينا اخذ الدروس والعبر من الثورات العربية التي نجحت في استرداد حريتها بتكوين قاعدة اتفاق وتوافق بين الفصائل الفلسطينية وانهاء آثار الانقسام من جذورها عبر ابداء حسن النوايا والعمل على تحقيق الاجراءات على ارض الواقع وضرورة تبادل الثقة التي تآكلت عبر سنوات الانقسام.
واكد ممثلو الفصائل كافة في عدة كلمات ان انهاء الانقسام ضرورة وطنية ملحة لاستكمال المشروع الوطني وانه لن يكون هناك دولة فلسطينية ما دام الانقسام حاصلا وان المستفيد الاول من استمراره هو الاحتلال الاسرائيلي.
كما طالب ممثلو الفصائل اعضاء المجلس التشريعي بأن يكونوا الرافعة الاساسية لانهاء الانقسام واعادة الوحدة الى مجراها الطبيعي وتوفير الاجواء الايجابية، داعين الى اجراء الانتخابات بالشكل الديمقراطي والاتفاق على برنامج وطني واحد.
وشددوا على ضرورة ان تكون جنين صمام امان يتصدى لاي غبار سيء ومنع اي احداث سلبية من الانتقال الى جنين لتكون المحافظة نموذجا في الوحدة الوطنية.
وفي نهاية الاجتماع تم انتداب مجموعة لتشكيل لجنة تنسيق وطني يلقى على عاتقها متابعة مجريات الاحداث والتنسيق بين الفصائل خاصة في ملف الانقسام والتحضير للقاءات اخرى.