صوت فلسطين - قال الرئيس محمود عباس، مساء اليوم الاثنين، إن هناك موقع تنفرد فيه المجر عن باقي دول العالم بافتتاحها أول قنصلية فخرية في فلسطين ببيت لحم.
وأضاف سيادته، في كلمته على عشاء عمل مع الرئيس المجري بال شميت، 'كما أنني أتوجه بالشكر الجزيل لكم وللحكومة والشعب المجري على مساهمتكم السخية في مشروع ترميم كنيسة المهد'.
ووجه سيادته دعوة رسمية للرئيس المجري لحضور قداس الميلاد المقبل في كنيسة المهد.
وبدوره، رحب الرئيس المجري بال شميث بالرئيس محمود عباس والوفد المرافق له، وأكد أن علاقات بلاده التي ترأس حاليا الاتحاد الأوروبي، قائمة على أساس الصداقة المتينة الممتدة منذ عدة عقود، وعلى مسار التشاور السياسي بين البلدين.
وقال إن المجر تعترف بالنضال الشعبي الفلسطيني من أجل إقامة دولته الفلسطينية المستقلة، مؤكدا أن النضال الشعبي يتطلب تضحيات لإقامة السلام الشامل والكامل على أساس حل الدولتين، الذي لن يتحقق دون مشاركة المجتمع الدولي وبوجه خاص الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وعبر الرئيس شميث عن إيمانه بحل الدولتين 'أي إقامة دولة فلسطين مستقلة ذات سيادة تعيش بسلام وأمان بجانب دولة إسرائيل في ظل سلام حقيقي'.
وأكد أن إجراءات الاستيطان الإسرائيلية رامية لإجراء تغيرات أساسية في الوضع الديمغرافي والجغرافي، في ظل معارضة المجتمع الدولي.
وأثنى على التطور الكبير في مؤسسات السلطة الوطنية، والقطاع الاقتصادي الذي تطور بشكل كبير في الآونة الأخيرة.
وقال 'إن بلدنا وشعبنا يؤيدون النضال الشعبي للشعب الفلسطيني، الرامي لإقامة دولته الفلسطينية'، معربا 'عن تمنياتنا أن يصل الشعب الفلسطيني بقيادتكم الحكيمة إلى استقلاله وحلمه بالدولة المستقلة'.
وأبدى الرئيس المجري استعداد بلاده لمد جسور التعاون في كافة المجالات لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
وفيما يلي نص كلمة السيد الرئيس محمود عباس:
فخامة الرئيس بال شميت،
السيدات والسادة،
يسعدني أن أكون بينكم اليوم في عاصمتكم الجميلة بودابست،
إنني أتوجه إليكم بالشكر الجزيل يا فخامة الرئيس على دعوتكم الكريمة،
أتوجه من خلالكم إلى الشعب المجري بالتحية والإكبار، هذا الشعب العريق، استطاع أن يساهم في إثراء الحضارة الإنسانية في مجالات الفنون والأدب والعلوم والرياضة. أنتم يا فخامة الرئيس كبطل أولمبي مثال حي على ذلك.
إن شعبنا الفلسطيني إذ ينظر بإعجاب كبير إلى روح الكفاح والأمل التي تمتع بها شعبكم، فإنه يتطلع إلى مستقبل يعيش فيه بسلام مع جيرانه في دولة مستقلة وذات سيادة على حدود العام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
فخامة الرئيس،
هنغاريا بلد محب للسلام، رغم أنه تم اقتطاع ثلثي أراضيه وثلث مواطنيه المجريين، إلا أنكم اخترتم طريق السلام مع جيرانكم.
من نفس هذا المنطلق ورغم فقدان فلسطين لأكثر من ثلثي أرضها وتشرد أكثر من ثلاثة أرباع شعبها، فقد قبل الشعب الفلسطيني أن يعيش بسلام في دولة مستقلة وعاصمتها القدس جنبا إلى جنب مع إسرائيل.
إن زيارتي اليوم تأخذ بعدا هاما كونها تأتي وهنغاريا تترأس الاتحاد الأوروبي، ولهذا يتطلع إليكم شعبنا لتجسيد مواقف الاتحاد التي أكد عليها مرارا باحترام الاستحقاقات التي وعد بها وهي إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وهو أيضا ما عبّر عنه رئيس الولايات المتحدة السيد باراك أوباما عندما قال أمام العالم بأنه يأمل أن تكون فلسطين عضوا كاملا في الأمم المتحدة بحلول شهر أيلول المقبل.
وهنا أود أن أتوجه بالشكر لكم على مساهمتكم الطيبة في بناء مؤسسات الدولة الفلسطينية.
هناك موقع تنفرد فيه المجر عن باقي دول العالم بافتتاحها أول قنصلية فخرية في فلسطين في بيت لحم. كما أنني أتوجه بالشكر الجزيل لكم وللحكومة والشعب المجري على مساهمتكم السخية في مشروع ترميم كنيسة المهد.
وأنا أوجه لكم يا فخامة الرئيس دعوة رسمية لحضور قداس الميلاد القادم في كنيسة المهد.
فخامة الرئيس،
إنني سعيد اليوم أن أرى شابات وشبانا ولدوا من زواج مختلط يجسدون العلاقات الطيبة بين شعبينا، منهم رجال أعمال مستثمرون أو ذوو المهن الحرة وكما التقيت أيضا بأطباء وأساتذة جامعيين.
الفضل الأكبر يعود إلى فتح المجر أبواب التعليم الجامعي أمام أبناء شعبنا، وإنني آمل يا فخامة الرئيس أن تستمروا بدفع وتطوير هذا البرنامج وخاصة التعاون والتبادل بين الجامعات الهنغارية والفلسطينية.
وهذا التوجه يساعدنا على تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية بين بلدينا.