M@XIMOUS المـديـــر
عدد المساهمات : 1100 تاريخ الميلاد : 21/03/1990 تاريخ التسجيل : 05/03/2011 العمر : 34 الموقع : https://myfamilly.yoo7.com/ المزاج : الحمد لله زي الفل
| موضوع: سوء الظن .. مشكلات اجتماعية مبنية على أوهام الأحد مارس 27, 2011 5:10 pm | |
| هل وقعت يوماً ضحية لسوء الظن, وهل قمت بسلوك فسره أقرب الناس إليك بطريقة خاطئة, وهل شاركت مجموعة من الأشخاص في تقييمهم لتصرفات الآخرين.. إلخ ؟
من الأحداث والمواقف التي نلاحظها اليوم بكثرة والتي تصب في تفسير الأمور بنوايا سيئة .
فما هي إذاً الأسباب التي تدفع الإنسان لسوء الظن؟ وما أثر ذلك على الأفراد والعلاقات الاجتماعية؟ ومتى نطلق عن سوء الظن أنه حالة مرضية؟
تساؤلات عدة تجيبنا عنها الدكتورة هناء برقاوي مدرسة في قسم علم الاجتماع وقد بدأت حديثها بتعريف سوء الظن أنه تفسير لفعل يصدر عن شخص ويحتمل وجهتين, وجهة سلبية ووجهة إيجابية, فيحمله الشخص على المحمل السلبي, وعلى سبيل المثال عندما يسير شاب وفتاة في الشارع يمكن أن يقول أحدهم: إنها أخته, ويقول آخر أن علاقة سيئة تجمعهما. وبالتالي سوء الظن عندما نأخذ التفسير العكسي .
أسباب متعددة
ومن هنا يمكننا القول: إن أكثر أسباب سوء الظن هي أسباب شخصية تعكس حالة الشخص فيقارن كل فعل مع الذات, وقد يأتي سوء الظن من معاشرة الأصدقاء الذين يسيئون الظن أو من الأسرة المفككة حيث يعيش الشخص في بيئة اجتماعية تسود فيها هذه الصفة .
وأخطر الأسباب عندما يكون الشخص قد مر بتجربة سيئة ويحاول أن يقيس الأمور من خلال تجربته.. وإذا كانت من مرحلة الطفولة تعتبر حالة مرضية تستدعي العلاج الاجتماعي والنفسي .
الغيرة حالة مرضية
وقد يكون سوءالظن متعمداً وناتجاً عن الغيرة, وهذا يحدث في أماكن العمل وبين الزملاء وأصدقاء الدراسة, حيث يضعون الاحتمالات السلبية للطريقة التي وصل بها أحد الزملاء ويشكون بالطريقة التي نجح بها هذا الشخص.
وقد يدخل شخص ليخرب علاقة سليمة بين شخصين عن طريق إثارة سوء الظن لدى أحدهما ضد الآخر.
ورغم كل ماتقدم, هناك حالات يمكن أن يكون سوء الظن فيها إيجابياً وكما يقال: ( حسن الظن من الفطن ) أي عندما نملك إشارات معينة تدل على شخص معين في تصرفاته, سلوكه, حديثه, أو مؤشرات تجاه مشكلة معينة تنبهنا لأخذ الحذر.
يشعر بعزلة اجتماعية
وسوء الظن سوسة متى دخلت الإنسان, يشك بأقرب الناس إليه فيصبح كمن يحارب طواحين الهواء, وترى الدكتورة برقاوي: أن انتشار سوء الظن يدمر الهدوء الروحي للمجتمع, فتنعدم الثقة بين أفراده, وسيئ الظن لا يستطيع العيش براحة واطمئنان مع الآخرين, لأنه يشعر دائماً بحالة دفاعية, وقد يشعر بعزلة اجتماعية نتيجة ابتعاد المحيطين عنه وممكن أن يخسر أعز أصدقائه, وشريكه أو شريكته في الحياة.
وأكثر الظنون خطورة هي التي تترجم إلى فعل وممارسة, حيث يصبح الآخرون دائماً في قفص الاتهام, مايخلق مشكلات اجتماعية كبيرة ( الطلاق, انحراف الأولاد, جريمة قتل إذا كان سوء الظن يتعلق بالشرف ).
وأعتقد - والكلام للدكتورة هناء - من يصل إلى هذه المرحلة بحيث يفسر كل تصرفات الآخرين بنية سيئة, هو يعيش حالة مرضية تستدعي استشارة المحلل الاجتماعي والنفسي .
العلاقات الجديدة أكثر سلبية
وفي سؤالنا لها كيف أثرت أنماط العلاقات الجديدة وأشكالها على هذا الجانب لدى الإنسان قالت: إن تغير وتيرة الحياة أدت إلى علاقات لم تكن مقبولة سابقاً ومع ذلك إن العلاقات الاجتماعية الحالية أكثر انغلاقاً مما كانت عليه سابقاً, حيث كانت العلاقات فيما مضى تعتمد على الألفة والمودة بين الأهل والجيران وزملاء العمل وكانت العلاقات مفتوحة وبالتالي أي تصرف غريب كان يوضع له مبررات مسبقة بناء على حب هذا الشخص ومعرفتهم به.
أما الآن فقد اقتصرت العلاقات ضمن إطار البيت والأسرة الصغيرة هذا الانغلاق يثير الظنون تجاه أي موقف غريب يصدر عن الجار أو أحد الأقارب أو زميل في مكان العمل.
وطبعاً نحن الآن نعيش تغيرات جذرية في أنماط معيشتنا وسلوكنا ولكن هذا لا يعني أن تؤثر على أخلاقنا, وسوء الظن من الخلق السيئ, ولهذا إن الحلول يجب أن تنطلق من التفكير الخلقي ومن المكاشفة والمجابهة لأن ذلك يفسح المجال لمعرفة حيثيات أي موقف, والمعرفة تزيل الظنون .
| |
|