دراسة تكشف زيف تحقيقات 'الجزيرة' حول المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية

صوت فلسطين - أظهرت دراسة تحليلية قامت بها منظمة 'مسيحيون من أجل شهادة عادلة في الشرق ألأوسط' ألأميركية، مغالطات كبيرة في تغطية قناة الجزيرة الفضائية حول المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، وهي التغطية التي عرفت باسم 'أوراق فلسطين'.

وقالت صحيفة 'الجيروسالم بوست' في عددها الصادر اليوم السبت، أن المنظمة التي تصف نفسها على أنها 'منظمة ليبرالية غير انجليكانية (كاثوليكية- بروتستانتية)، تقدم الحقائق حول الصراع العربي الإسرائيلي إلى الكنائس الأميركية، كلفت فريقا من الباحثين لقراءة جميع وثائق 'أوراق فلسطين' ألـ 1700 في محاولة لتشجيع العالم على النظر للوثائق بعمق أكثر، بدلا من قبول التقارير المغلوطة باعتبارها حقيقة ثابتة.

وأضافت 'التنازل الرئيسي الذي تم نشره هو أن الفلسطينيين قبلوا بالسيطرة الإسرائيلية على الإحياء اليهودية في القدس، وبثت قناة الجزيرة أن الفلسطينيين عرضوا أن تحتفظ إسرائيل بجميع الجيوب اليهودية التي بنيت في القدس الشرقية باستثناء واحدة' في إشارة إلى (مستوطنة ) هار حوما، والمستوطنات خلف الخط الأخضر البالغة نحو 2 في المائة من الأراضي التي سيطرت عليها الأردن بين عامي 1948 و 1967'.

ولكن دراسة منظمة 'مسيحيين لأجل شهادة عادلة في الشرق الأوسط' وجدت أن 'أوراق فلسطين لا تشير إلى أن عباس قدم عرضا مضادا لاقتراح اولمرت في 31 أغسطس، وكشفت وثائق تشير إلى أن الفلسطينيين قرروا قبل اجتماع اولمرت وعباس في 16 سبتمبر، عدم إصدار عرض مقابل في ذلك الاجتماع الأخير، وأن فريق عباس نصحه بالانتظار وعدم الرد حتى يغادر جورج دبليو بوش البيت الأبيض'.

وحول قضية مبادلة الاراضي التي ركزت عليها قناة الجزيرة، قالت الدراسة 'أشارت مذكرة بتاريخ 2 ديسمبر 2008، أنه استجابة لسؤال مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق ديفيد ولش عن عرض اولمرت، قال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات لولش أن 'عرضنا مبادلة 2 بالمائة من شأنها أن تسمح ببقاء 70 بالمائة من المستوطنين' .

وأضافت 'لكن الرقم 2 بالمائة لم يذكر على الإطلاق في مذكرة لقاء عباس الأخير بأولمرت في 16 سبتمبر 2008، أو في مذكرة 22 سبتمبر 2008 'الحديث حول الاقتراح الاسرائيلي' لذلك ، يبدو أن الرقم 2 بالمائة لم يلعب دورا في التفكير الفلسطيني حول الاستجابات الممكنة لعرض اولمرت. وعلاوة على ذلك، ليس هناك ما يدل على الإطلاق على ان هذا الرقم تم عرضه على اولمرت بعد 16 سبتمبر 2008'.

وقالت المنظمة 'لا مكان في 'اوراق فلسطين' لإشارة أن عباس رد على عرض 'المبادلة' 2 بالمائة أو أي رقم آخر لاولمرت، وبينما كان عند الفلسطينيين مذكرات وخرائط تحدد بالتفصيل العرض الإسرائيلي، الا أنه لم يكن هناك اشارة في وثائق 'أوراق فلسطين' حول عرض مقابل'.

وحول ادعاء فضائية الجزيرة أن الفلسطينيين قدموا تازلا خلال المحادثات مع اولمرت كان حول مصير ألاماكن المقدسة في القدس، كشفت عنها منظمة 'مسيحيين لاجل شهادة عادلة في الشرق الأوسط' أن 'قناة الجزيرة قد زورت في شأن الرقابة الدولية على ألاماكن المقدسة كمقترح للسلطة الفلسطينية'.

وقالت 'في الوثيقة، قال عريقات للدبلوماسيين الأمريكيين - وليس لأولمرت - أنه كان يتحدث بصفته الشخصية أن هذا لم يكن عرضا، بل كان مجرد كلام'.

وحول قضية اللاجئين، ذكرت قناة الجزيرة ان الفلسطينيين وافقوا ان تُدخل اسرائيل 10000 لاجئ في السنة لمدة 10 سنوات أي ما مجموعه 100000، وتتخلي عن المطالبة بعودة جميع اللاجئين منذ عام 1948 وذريتهم – الذين يبلغ عددهم عدة ملايين شخص.

لكن الوثائق التي أبرزها تقرير المنظمة ألأميركية حول محادثة بين عباس واولمرت كشفت ان عباس قال 'هل تمزح؟' في تعليقه على رقم 10000 على مدى 10 سنوات الذي طرحه اولمرت. في مذكرة 22 سبتمبر 2008، تقول مذكرة داخلية ردا على عرض أولمرت في حين نوافق على التفاوض بشأن عدد العائدين آخذين بعين الاعتبار قدرة إسرائيل على الاستيعاب، فإنه من غير الممكن أن يؤخذ هذا العرض على محمل الجد.'

وقالت صحيفة 'الجيروسالم بوست' 'يقدر الفلسطينيون قدرة إسرائيل على الاستيعاب على أنها أكثر قليلا من مليون شخص على مدى 10 سنوات، هذا هو التنازل الوحيد الذي كان الفلسطينيون مستعدون لتقديمة بشأن هذه المسألة، وحتى ذلك يمكن أن يكون مؤقتا فقط، لقد توقعوا عودة إضافية في وقت لاحق.

وكتبت المنظمة في دراستها 'على الرغم من أن المفاوضين الفلسطينيين تحدثوا علنا عن حل وسط بشأن اللاجئين، الا أنهم في اللقاءات الخاصة تحدثوا عن ' حق العودة 'على انه خيار فردي لأكثر من سبعة ملايين' لاجئ '. تكهنوا عودة الملايين من الفلسطينيين إلى دولة إسرائيل، مع الإبقاء على حقهم في محاولة التفاوض على عودة إضافية لغير الإعداد المتفق عليها أساسا في معاهدة السلام '.

وأعربت المنظمة عن أملها في أن 'يكون مفهوما أن الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات رفض عرضا إسرائيليا سخيا في كامب ديفيد حسّن صورة إسرائيل دوليا في عام 2000 ، الشيء نفسه يمكن أن يحدث لو أن العالم أدرك أن عباس كرر خطأ عرفات في سبتمبر 2008'.

وقالت المنظمة إنها تصلي أن يساعد هذا التقرير اسرائيل في تجنب أزمة كبرى في أيلول/ سبتمبر المقبل، موعد استحقاق الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود حزيران عام 1967.