بيت لحم -معا- وكالات- قتل اربعة متظاهرين على ايدي قوات الامن السورية في منطقة درعا خلال محاولتهم الخروج في مسيرة مطالبة بتغيير الحكم والاصلاح السياسي.
وافادت مصادر ان الاف المتظاهرين خرجوا الليلة في مسيرات مناهضة للحكم في كل من دمشق وحلب وقامشلي ودرعا وبانياس.
وأفادت مصادر من مدينة درعا السورية اليوم بوقوع إطلاق رصاص على متظاهرين من مروحيات، حيث أكدت مصادر حقوقية مقتل 4 أشخاص على أيدي قوات الأمن السورية في درعا.
وقالت وكالة الأنباء الفرنسية أن قوات الأمن السورية فرقت مظاهرة أمام المسجد الأموي في دمشق، فيما أكدت السلطات السورية وقوع أعمال "فوضى وشغب" في محافظة درعا، على بعد 100 كلم جنوب دمشق، أثناء تظاهرة تدخلت قوات الأمن لتفريقها.
وأكد شاهد عيان أن قوات الأمن السورية قتلت متظاهرين اثنين في مدينة درعا الجنوبية بعد خروجهما ضمن احتجاج سلمي يطالب بالحرية السياسية وإنهاء الفساد.
وخرج عشرات الاشخاص من الجامع الأموي حيث قام أفراد أمن باللباس المدني بتفريق عدد من المصلين وسط أنباء عن محاصرة نحو 250 شابا داخل المسجد، كما لم يعرف عدد الاشخاص الذين تم تفريقهم نظرا لاكتظاظ ساحة الجامع.
وبحسب شهود عيان كان هناك حضور كثيف لعناصر الامن باللباس المدني قبل صلاة الجمعة يجوبون سوق الحميدية ويحيطون بساحة المسكية المجاورة للجامع الأموي وذلك بعد الاعلان عن التظاهر في "جمعة الكرامة" عبر صفحة موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، وصل عدد موقعيها حتى صباح اليوم اكثر من 50 الف شخص.
ودعت الصفحة السوريين الى التظاهر بعد صلاة الجمعة تحت شعار " كرامة سورية من كرامة السوريين" و"الثورة حتى الحرية".
وكانت قوات الأمن السورية فرقت الاربعاء تجمعا ضم عشرات من اهالي معتقلين ومؤازرين لهم في ساحة المرجة قرب وزارة الداخلية في وسط دمشق، لتقديم رسالة الى وزير الداخلية السوري سعيد سمور يناشدونه فيها اخلاء سبيل ابنائهم قبل ان تعتقل عددا كبيرا منهم، وقد رفعوا صور معتقلين ولافتات تطالب بالحرية لمعتقلي الرأي في سوريا.
ويأتي هذا في الوقت الذي بات فيه السوريون في حالة ترقب لكل تطورات الشرق الأوسط، في انتظار أن يصل إليهم قطار التغيير الذي اقتحم العديد من الدول العربية، كتونس ومصر وليبيا واليمن والبحرين.
ففي الشهر الماضي كانت هناك دعوة للخروج في "يوم غضب"، دعت إليه جماعات المعارضة السورية في المنفى.. ولكن الدعوة لم تلق استجابة، ومؤخرا، صدرت على موقع فيسبوك دعوة أخرى للخروج في يوم غضب، وقد عزي فشل الدعوتين إلى غياب أي معارضة حقيقية داخل البلاد وكذلك الخوف من سلطات الأمن.
وكان الرئيس السوري الشاب بشار الأسد - البالغ من العمر 46 عاما والذي تولى السلطة عقب وفاة والده في عام 2000 وحتى الآن، وينتظر أن تنتهي ولايته الثانية في 2014 - قد بادر باتخاذ سلسلة من الإجراءات الإصلاحية عقب نجاح ثورتي تونس ومصر، منها تخفيض أسعار السلع الأساسية وخاصة الطعام، وتقديم مساعدات للفقراء، وتوجيه تعليمات لموظفي الحكومة بحسن معاملة المواطنين.
إلا أن سوريا كغيرها من دول العربية ترزح تحت وطأة الفساد المستشري في كافة قطاعاتها الحكومية، خاصة في مؤسسة الرئاسة، ورغم تصاعد ادعاءات الحكومة السورية بمكافحة الفساد، إلأ أن بعض المقربين من النظام لا يزالون بمنأي عن المحاسبة.
ففي عام 2010 صنفت منظمة الشفافية الدولية سوريا في تقريرها السنوي في ترتيب متقدم بين أكثر دول العالم فسادا وتراجعا في الشفافية المالية والاقتصادية.
واحتلت سوريا المرتبة الـ127 عالميا من أصل 180 دولة، والمرتبة الـ15 عربيا في قائمة المنظمة لعام 2010، ولم يتحسن ترتيبها إلا بمقدار درجة واحدة عن المرتبة الـ126 التي احتلتها عام 2009.