صوت فلسطين - دعا رئيس الوزراء سلام فياض، المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته اتجاه إنهاء الاحتلال، وتمكين شعبنا من تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة كاملة السيادة على حدود عام 1967، لتأخذ دورها ومكانها في الأسرة الدولية .
وقال فياض خلال حفل تطويب البابا يوحنا بولس الثاني الذي أقامته المؤسسة التي تحمل اسمه في الشرق الأوسط ومقرها مدينة بيت لحم، برعاية الرئيس محمود عباس، إن ' إنهاء الانقسام وتوحيد الوطن سيمكننا من البدء بإعمار قطاع غزة وتنفيذ المشاريع التنموية التي يحتاجها شعبنا هناك في كافة المجالات في البنية التحتية في قطاعات المياه والكهرباء والتعليم والإسكان وغيرها' .
وأضاف 'الأمر يتطلب أيضا رفع الحصار عن قطاع غزة وفتح كافة المعابر وتشغيل الممر الآمن لضمان تحقيق الوحدة الجغرافية بين شطري الوطن' .
وشدد فياض على ضرورة توحيد الجهود ومضاعفتها للمضي في ملف إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية بين شطري الوطن التي طالما كانت خطوة ضرورية لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف'.
وقال 'بعد أن فتحت الطريق لإنهاء الانقسام وإعادة الوحدة للوطن، يظهر جليا للمجتمع الدولي وبشكل قطعي أن العقبة الوحيدة لتجسيد الدولة وتحقيق سيادتها هو الاحتلال'.
وأوضح أن 'إقامة احتفال التطويب في بيت لحم يعبر عن مدى تقدير واحترام شعبنا للبابا ومواقفه النبيلة التي اتخذها في سبيل إعلاء صوت الحق والعدل والمحبة والسلام والتقارب بين الشعوب، وتكريس الحوار بين الأمم طريقا وحيدا للتعايش وحل النزاعات '.
من جانبه، قال القاصد الرسولي المنسنيور انطونيو فرانكو 'هذا اليوم موعد هام في تاريخ الكنيسة، خاصة بالنسبة للأراضي المقدسة، فكل شيء بدأ هنا'.
وأضاف 'هذا التطويب جاء تقديرا للبابا الذي كرس كل طاقاته بدافع من الاهتمام الرعوي لجميع الكنائس والمحبة المنفتحة على البشرية جمعاء، وعزز بنجاح الحوار مع اليهود والمسلمين ومع ممثلي الديانات' .
وتابع 'كان ثمرة موهبة خاصة كونه قريبا من الناس ويستمع إلى مشاكلهم وهمومهم، وكان دائما إلى جانب الشعب، ويبث بنظراته شعورا عميقا بالسلام والصفاء.
بدوره، قال رئيس مؤسسة يوحنا بولس الثاني في الشرق الأوسط أما الأب إبراهيم فلتس 'البابا يوحنا بولس الثاني كان أول من دخل الكنيس اليهودي في روما، كما دخل إلى المسجد في دمشق، وعلمنا عندما كان يعاني من المرض ، كيف يجب أن يكون الحب والاحترام لكل الكائنات الحية وفي جميع الظروف'.
وأضاف 'من الواجب على بيت لحم تقديم الشكر للطوباني يوحنا بولس الثاني، لكلماته المؤثرة في لحظة تاريخية حصلت في 15 نيسان عام 2002 خلال حصار كنيسة المهد عندما قال 'لا تخافوا'.
وشكر الأب فلتس الرئيس محمود عباس، الذي كلف وفدا رسميا ضم عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حنا عميرة، ومستشار الرئيس للشؤون المسيحية زياد البندك، لتمثيل فلسطين في احتفال التطويب المركزي في حاضرة الفاتيكان ، كما اعتبر سيادته احتفال بيت لحم احتفالا فلسطينيا تشارك فيه القيادة والشعب عرفانا بالجميل للبابا الذي منح فلسطين في حياته عناية خاصة .
وكان حفل التطويب، استهل بإزاحة الستار عن تمثال البابا يوحنا بولس الثاني، الأول من نوعه في الشرق الأوسط، كما وقعت على هامش الاحتفال اتفاقية تعاون بين وزارة العمل، واتحاد نقابات العمال الايطاليين المسحيين .
ووقع الاتفاقية عن الجانب الفلسطيني وزير العمل أحمد مجدلاني، وعن الجانب الايطالي، رئيس اتحاد نقابات عمال ايطاليا المسيحيين اندريا اريغوني، بحضور رئيس الوزراء سلام فياض، والأب إبراهيم فلتس والقنصل الايطالي العام في القدس .
وجرى خلال الحفل تسليم جائزة 'البابا يوحنا بولس الثاني الأولى للعطاء المميز'، لمدير عام الشرطة اللواء حازم عطا لله، أن الشرطة رسمت طريقها نحو التميز والجودة الشاملة بتوجيهات القيادة السياسية، مستعينة بأفضل الخبرات والمعارف الدولية للارتقاء بمستوى الخدمات الشرطية المقدمة لشعبنا لتكون لائقة بما يستحقه أهلنا بعد كل ما تعرضوا له، فكان الانجاز بالحصول على أعلى درجات تقييم الأداء الذي لأجله كرمت الشطة وتكرم اليوم .
وشهد فعاليات الاحتفال توزيع شهادات التقدير لأصحاب الأعمال الفنية وشهادات أخرى للخريجين من طلبة اللغة الايطالية .
وكان الحفل التطويبي شهد في ساعات الصباح افتتاح سوق وبازار الطوباني يوحنا بولس الثاني (منتوجات محلية تحمل اسم وصورة الطوباني فقط)، وتلا ذلك إقامة القداس الإلهي الذي ترأسه القاصد الرسولي المونسنيور انطونيو فرانكو.